• info

    ندوة ندرة المياه ومشاركة ثانوية ابن رشد التأهيلية في فعاليات المهرجان البيئي النسخة 16











    في إطار فعاليات المهرجان البيئي في نسخته السادسة عشرة، الذي نظمته جمعية التعاون الثقافي ومساندة ذوي الإعاقة بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل، قطاعي الشباب والثقافة، والوكالة الوطنية للمياه والغابات، والجامعة الوطنية للتخييم، وجمعيات المجتمع المدني بالدائرتين 5 و6 يعقوب المنصور، احتضنت دار الشباب النور بالرباط ندوة علمية تحت عنوان "ندرة المياه". هدفت هذه الندوة إلى تسليط الضوء على إشكالية ندرة المياه في المغرب، وتأثيرها على الأمن المائي والتنمية، إضافة إلى مناقشة الحلول الممكنة للتكيف مع التغيرات المناخية التي تؤثر على الموارد المائية. 

    جاءت هذه الندوة في سياق بيئي حساس، حيث يعرف المغرب، كما العديد من الدول الأخرى، انخفاضًا ملحوظًا في الموارد المائية بسبب التغيرات المناخية والاستغلال المفرط للمياه الجوفية والسطحية. وقد شكلت هذه الندوة فرصة للخبراء والمهتمين والمجتمع المدني لمناقشة هذه الإشكالية من مختلف الجوانب، واستعراض التجارب الناجحة في تدبير المياه، إضافة إلى إبراز الدور الذي يمكن أن يلعبه المواطن، خصوصًا الشباب والتلاميذ، في ترسيخ ثقافة الحفاظ على هذا المورد الحيوي، وتأطير فعاليات المجتمع المدني في هذا المجال. 

    افتتحت الندوة بكلمة ترحيبية من قبل الجهات المنظمة، حيث أكد عبد العزيز الخودالي على أهمية مثل هذه اللقاءات العلمية والتوعوية في تعزيز الحوار بين الفاعلين في مجال البيئة والمياه، خاصة أن الأزمة المائية أصبحت واقعًا يفرض البحث عن حلول مستدامة. وقد أدار أشغال هذه الندوة السيد عبد القادر الخياطي، المدير الإقليمي بسيدي سليمان، الذي قدم توجيهات عامة حول موضوع النقاش، وساهم في خلق مناخ إيجابي للحوار وتبادل الأفكار بين المتدخلين. 

    تميزت الندوة بمشاركة عدد من الخبراء والمتخصصين في مجال المياه والبيئة، الذين قدموا مداخلات قيمة، حيث استعرض كل متدخل زاوية مختلفة من زوايا هذه الإشكالية. 

    مداخلة عبد الحي بوزاهير، إطار بالوكالة الوطنية للمياه والغابات

    تناول السيد عبد الحي بوزاهير دور الغابات في حماية الموارد المائية، مؤكدًا أن الغطاء النباتي يساهم في الحفاظ على التربة وتقليل تبخر المياه، بالإضافة إلى دوره الأساسي في إعادة تغذية الفرشة المائية. وأشار إلى أن تدهور الغابات بفعل الأنشطة البشرية غير المستدامة يُعد من العوامل التي تزيد من حدة أزمة المياه، داعيًا إلى ضرورة تعزيز جهود التشجير والحفاظ على المساحات الغابوية. 

    .مداخلة عبد الرحيم العلوي، رئيس قسم الأرشيف بالمعهد العلمي بجامعة محمد الخامس
     
    ركز الأستاذ عبد الرحيم العلوي على دراسة تاريخية حول التغيرات المناخية في المغرب وتأثيرها على الموارد المائية، حيث استعرض كيف عرفت البلاد فترات جفاف ممتدة عبر العصور، موضحًا أن الدراسات المناخية الحديثة تشير إلى ضرورة تبني استراتيجيات طويلة الأمد لتدبير الموارد المائية، تقوم على استغلال التكنولوجيا الحديثة والبحث العلمي في هذا المجال. 

    مداخلة الأستاذ أمبارك بيبا، أستاذ علوم الحياة والأرض بثانوية ابن رشد التأهيلية بالرباط
     
    تطرق الأستاذ أمبارك بيبا إلى الأهمية الحيوية للماء في حياة الإنسان والبيئة، محذرًا من التحديات التي تواجه الموارد المائية بسبب التغيرات المناخية والضغط السكاني المتزايد. وأشار إلى أن الحل يكمن في تغيير سلوكيات الاستهلاك، خاصة في المؤسسات التعليمية، حيث يمكن تربية الأجيال الجديدة على عادات ترشيد المياه وحمايتها، وذلك من خلال البرامج التعليمية والمبادرات البيئية داخل المدارس. 

    دور الأستاذ بلال شيشة كمقرر للندوة
     
    كان للأستاذ بلال شيشة، أستاذ اللغة العربية بثانوية ابن رشد التأهيلية بالرباط، دور محوري في توثيق مجريات الندوة، حيث عمل على تدوين أبرز المداخلات والتوصيات، مما ساهم في تسهيل استرجاع النقاط الجوهرية التي تم تناولها خلال النقاشات. وقد ساعد تقريره في تنظيم الأفكار والخروج بتوصيات واضحة وقابلة للتنفيذ. 


    بعد فتح  نقاش مستفيض مع الحضور، تطرق المشاركون في الندوة إلى مجموعة من الافكار التي تهدف إلى الحد من أزمة ندرة المياه وتعزيز التدبير المستدام لهذا المورد الحيوي، من أبرزها: 
    *تعزيز الشراكة بين المؤسسات الحكومية والمجتمع المدني*، من أجل تطوير برامج توعوية موجهة لكافة الفئات العمرية حول أهمية ترشيد استهلاك المياه. 
    ✅ إدماج موضوع المياه والتغيرات المناخية في المناهج الدراسية، لضمان وعي أكبر لدى الأجيال القادمة حول التحديات البيئية. 
    ✅ تشجيع البحث العلمي والابتكار في تقنيات معالجة وتحلية المياه، ودعم المشاريع التي تهدف إلى إيجاد حلول مستدامة للأزمة المائية. 
    ✅ توسيع برامج التشجير والحفاظ على الغابات، نظرًا لدورها المحوري في الحفاظ على التوازن البيئي والمائي. 
    ✅ إشراك الشباب والتلاميذ في الأنشطة البيئية، وتحفيزهم على الانخراط في مشاريع ذات بعد بيئي مستدام، مثل حملات التشجير وحملات ترشيد استهلاك المياه. 

    مشاركة ثانوية ابن رشد التأهيلية ودورها في التوعية البيئية

    اختتمت الندوة بجلسة نقاش مفتوحة، تفاعل فيها الحضور مع المتدخلين، وتم التأكيد على أهمية استمرار مثل هذه اللقاءات العلمية والتوعوية، خاصة في ظل التحديات البيئية المتزايدة. كما شدد المشاركون على أن إيجاد حلول لأزمة المياه يستلزم تضافر الجهود بين الحكومة، والمجتمع المدني، والمواطنين، والقطاع الخاص، من أجل تحقيق تنمية مستدامة تضمن الأمن المائي للأجيال القادمة. 

    شكلت هذه الندوة فرصة مهمة لتبادل الأفكار والخبرات بين مختلف الفاعلين، وساهمت في إبراز أهمية العمل المشترك بين المؤسسات التعليمية، والمجتمع المدني، والجهات الحكومية، من أجل تحقيق استدامة الموارد المائية وضمان مستقبل مائي آمن.