في إطار برنامج APT2C نظم نادي القرآن الكريم نشاطا متميزا بعنوان: رمضان والتغيير الروحي والسلوكي.
في أجواء روحانية مفعمة بالخشوع والتآلف، نظّم نادي القرآن الكريم ضمن برنامج APT2C نشاطاً بعنوان “رمضان والتغيير الروحي والسلوكي”، حمل في ثناياه رسائل تجديد الإيمان وترسيخ القيم الأخلاقية. بدأ الحفل بآيات بينات من الذكر الحكيم تلاها أحد تلاميذ المؤسسة بتجويد وإحساس عالٍ، فامتزج صدى التلاوة مع نفحات الخير التي يجلبها رمضان الكريم. وبعد استنشاق عبير القرآن، ارتقى السيد المدير المنصة ليُلقي كلمة تحفيزية دفع فيها الجميع نحو استثمار الوقت في العبادة والعمل الصالح، مؤكدًا أن رمضان فرصة لا تتكرر للتغيير الداخلي الذي ينعكس بالضرورة على السلوك اليومي.
توالت فقرات البرنامج بحيوية وإبداع؛ فقد قدّمت مجموعة من التلميذات عروضًا متميزة عكست ببلاغة أهمية قيم العفة وقيام الليل والصدقة، مُشدّدات في الوقت ذاته على خطورة الظواهر السلبية من تدخين وتنمر وغش، مُرفقات شعارات رنانة: “لا للتدخين، لا للتنمر، لا للغش”، لتكون تذكيراً صارخاً بأن المحافظة على النفس والمجتمع تبدأ من التزامنا الشخصي. ثم خطا الأستاذ الفاضل الكتاني بخطاب رصين يؤكد فيه أن الدين لا يختزل في الطقوس وحدها، وإنما يتجلّى في المعاملة الحسنة مع الآخرين، فأضاء في الكلمات جوانب هادفة عن كيف يبني السلوك الحسن جسوراً من الثقة والاحترام بين الأفراد.
ولتحويل الكلام إلى فعل محسوس، وزع منظمو اللقاء على الحضور “رسائل تحمل قيماً روحية وإنسانية” تحفّز على التراحم والتعاون، قبل أن يختموا هذه المرحلة بعرض أنشودة “الخير آت” التي أضفت على قلوب المستمعين دفء الأمل والعطاء. لم يغب البعد القومي عن الحدث، إذ تذكرت إحدى التلميذات قضية القدس العادلة، داعيةً الجميع للدعاء لفلسطين وعرضت شريطاً لإلقاء الأستاذ بلال شيشا يوضح فيه مكانة المدينة المقدسة في الوجدان الإسلامي.
وفي ختام هذا اللقاء الغني، تداخل عدد من الأساتذة الكرام—ذ. الرميلي، ذ. بلال، وذة. الحريشة—لتقديم التهاني والدعوات، قبل أن تُلتقط صور جماعية تجسّد روح التعاون والانتماء بين جميع المشاركين. لقد كان هذا النشاط مناسبة لا لاستحضار معاني رمضان فحسب، بل لتأكيد أن التغيير الإيجابي يبدأ بخطوة صغيرة يومية، وأن مجتمعنا يزدهر حينما نجعل من قيم التضامن والرحمة نهجاً نسير عليه في كل زمان ومكان.