استمرار ورشات المسرح بثانوية ابن رشد التأهيلية في إطار مشروع "عناية"
28 فبراير 2025
في إطار مشروع "عناية، 3inaya" الممول بشراكة مع الاتحاد الأوروبي ووكالة التنمية الفرنسية، والذي يتم تنفيذه من طرف جمعية Santé Sud وشبكة الرابطة إنجاد، تواصلت اليوم، الجمعة 28 فبراير 2025، ورشات المسرح بثانوية ابن رشد التأهيلية، في سياق الجهود المبذولة لتعزيز الأنشطة التربوية الموازية، وإشراك التلميذات والتلاميذ في تجارب فنية وإبداعية تسهم في صقل مهاراتهم التعبيرية وتعزيز وعيهم بحقوقهم وواجباتهم.
تندرج هذه الورشات ضمن رؤية خارطة الطريق 2022-2026، التي تهدف إلى تعزيز الأنشطة التوعوية والتربوية، خاصة في مجالات التربية على الصحة والمواطنة وحقوق الإنسان، ومناهضة العنف المدرسي، وترسيخ ثقافة المساواة بين الجنسين. وقد شهدت هذه الورشات مشاركة مجموعة من التلميذات والتلاميذ الذين تفاعلوا مع تقنيات المسرح التعبيري، تحت إشراف مؤطرين مختصين، حيث تم التركيز على إبراز قضايا مجتمعية ذات صلة بحقوق الإنسان والصحة الإنجابية والمساواة.
العنف الإلكتروني محور ورشة تفاعلية
تم تأطير التلاميذ والتلميذات المشاركين في المسرح حول موضوع العنف الإلكتروني، من طرف ممثلي الرابطة إنجاد، حيث قدمت السيدة مارية عرضًا تفصيليًا حول الظاهرة، مستعرضةً أشكال العنف الإلكتروني، وآثاره النفسية والاجتماعية، وسبل الحماية القانونية والتكنولوجية منه.
تميز العرض بأسلوب تفاعلي، حيث تم إشراك المشاركين في نقاشات مفتوحة حول التجارب الشخصية والتحديات التي يواجهها الشباب في الفضاء الرقمي، كما تم عرض حالات دراسية واقعية لفهم أبعاد المشكلة، تلاها تمارين عملية وأداءات مسرحية عكست فهم التلاميذ للموضوع، وأساليب التصدي للعنف الرقمي تم تأطيرها من طرف الاستاذة والفنانة المسرحية رباب الخداري.
عروض مسرحية تعكس واقع العنف الرقمي
في ختام الورشة، قدم التلاميذ والتلميذات مشاهد مسرحية قصيرة تناولت حالات العنف الإلكتروني مثل التنمر عبر الإنترنت، انتحال الهوية، والابتزاز الرقمي. وقد أظهرت هذه العروض إبداع المشاركين في التعبير عن المواقف الاجتماعية التي تؤثر على فئتهم العمرية، مما أتاح فرصة للنقاش الجماعي حول الحلول الممكنة لهذه الظاهرة.
آراء التلاميذ حول الورشة
أبدى المشاركون إعجابهم بهذه التجربة الفنية والتوعوية، حيث عبرت إحدى التلميذات عن سعادتها بالقدرة على التعبير بحرية عن القضايا التي تؤثر على الشباب، بينما أشار أحد التلاميذ إلى أن المسرح أتاح له فرصة لفهم مخاطر العنف الرقمي بطريقة تفاعلية وممتعة. كما أكد بعض المشاركين على رغبتهم في نشر الوعي بين زملائهم وأفراد أسرهم حول سبل الحماية من العنف الإلكتروني.
حضور رسمي ودعم متواصل
شهد النشاط حضور كل من:
السيد مدير المؤسسة، سيدي الهاشمي السباعي العلام
السيد ناظر المؤسسة، هشام الشايب
ممثلة منظمة Santé Sud، السيدة إيمان
والسيدة مارية عن الرابطة انجاد
وقد أعرب المسؤولون الحاضرون عن إشادتهم بمستوى تفاعل التلاميذ، وأهمية هذه المبادرات في تعزيز وعي الشباب بالقضايا الرقمية والاجتماعية. كما أكدوا على التزامهم بدعم مثل هذه الأنشطة مستقبلاً، لضمان استمرارية التوعية والتثقيف عبر الفنون.
الخطوات القادمة
استكمالًا لهذه الورشة الناجحة، من المقرر تنظيم ورشات مستقبلية تتناول مواضيع أخرى ذات صلة بالعنف المبني على النوع الاجتماعي والصحة الجنسية والانجابية، والوقاية من العنف المدرسي، وتنمية المهارات الحياتية عبر المسرح. كما سيتم متابعة التلاميذ المشاركين لتقييم مدى استفادتهم من هذه الورشات وتأثيرها على سلوكهم داخل وخارج المؤسسة.
وتؤكد هذه الأنشطة على أهمية إدماج الفنون في العملية التعليمية، باعتبارها وسيلة ناجعة لتوعية التلاميذ وتحفيزهم على التفكير النقدي والانخراط الفعّال في محيطهم المدرسي والمجتمعي.